وحوش حميمية /حمزة الفلاح

وحوش حميّمة

حمزة االفلاح / ليبيا

البارحة زرتُّ طبيبًا نفسيًا في الخفاء 

أشكوّ لهُ من الكوابيسٍ التي تنتابني 

أخبرتهُ؛ أنني أرى وحوشًا ضاريةً تدلفُّ غرفتي

جيئةً وذهابًا كأنها في مرحاض عمومي 

ورجال مرور بربطات عنق خضراء ينظمون

سير جيوشٍ من قطع الشطرنج 

وغابات من الحلوى أحببتها حين كنت طفلاً

وبحيراتٍ من أسماكٍ تضع مساحيق التجميل

– قال : لن أنصحكَ بالأدوية في هذه المرحلة، 

ولكن عليك بأن تتواصل مع أفراد العائلة. 

– قلت : أشرب القهوة رفقة أمي كل صباح، 

ونتحدث سوية لنصف ساعة تقريبًا. 

– وهل تخبرها بما تراهُ أثناء نومكَ.

– لا

– لماذا ؟

لأنها ستستبدل وحوشيّ الحميمة 

التي اعتدت رؤيتها بوحشٍ لا أعرفهُ

سينام بجانبي طوال الوقت.

ليرفسني متى شاء خارج الرقعة

لأكمل الليل أسفل السرير 

وفي يومي بمناسبةٍ، أو من دونها سيزرع

غابات من أدوية الصداع كالألغام  

ويغرقني لسنوات قادمة في بحيرات

من أفواه صغيرة تنعق في وجهي بقرفٍ

كلما تفقدتُّ جيوبي الفارغة

Leave a comment