السيريالية فى شيلى
انعاش للذاكرة
آلدو الكوتا
ترجمة نجلاء الجعيدي
الوثائق والصور في الأسفل

آلدو الكوتا
1
لطالما كان لابد ان يحكى تاريخ السريالية في تشيلي بدون نقصان لكن كان الأمر صعبًا، لا سيما في بلد كما كان يعبر عنها الناقد التشيلي غييرمو ماتشوكا،بتعبيرانها بلد أكلى لحوم البشر وانتهاك الذاكرة “بمعنى ادق انها بلد “فاقدة للذاكرة”والى جانب ذلك التهديد المسمى ب”الذاكرة الهشة“
“frágil memoria”
وهذا التعبيرنفسه يمثل عنوان أحد كتب الشعر للشاعرالمحامى الدبلوماسى التشيلى إنريكي غوميز كوريا عن جذور السيريالية لمجموعة لاماندراجورا
La Mandrágora
,يضاف الى كل ذلك اللامبالاة والتشهير لجزء من العالم الفني والأكاديمي.
و يبدو أن الثقافة الوطنية الرسمية كانت على اتم الاستعداد لإسكات حلقات رئيسية سريالية لسنوات مما نتج عنه تصدع الفن والأدب بالاضافة الى حالة من اخفاء السريالية التي تتضح فى تلك المقولة للكاتب و الشاعر التشيلى روبرتو بولانو عن أندريه بريتون: “منذ فترة، و خلال مقابلة فقدتها لاحقًا، كان الشاعر والكاتب الفرنسى أندريه بريتون يقول إن لربما حان الوقت لن تتوارى السريالية فهناك فقط فى الخفاء، كما كان يعتقد بريتون يمكن النجاة والاستعداد لتحديات المستقبل “.
قد عاشت السريالية في الأراضي التشيلية حالة من الدفن والتشويه بأمر من قبل بعض الذين يعنون بهيمنة نظرياتهم الطائفية المنتشرة والمتوغلة في قاعات الدراسة الجامعية وأروقة المتاحف وفى شتى الاوراق التحريرية المنشورة وفقًا لبعض الصيحات الفكرية المسيطرة ولكن مع استمرارحالة “الإخفاء على الطريقة التشيلية” فقد حان الوقت أن يخرج حيوان الميلودون ليرى النور ويغادر كهفه لبعض الوقت, عسى أن ينتهي عصره المظلم و يصبح محل تقديرواعجاب لانه نادر لا مثيل له وفى نفس الوقت تحاول السريالية ان حتى تستوعب الأجيال الجديدة مؤكدة على وجودها فكان دائما هناك الكثير ما يمكن قوله والكثير ما يمكن ان يكتب وينفذ.
السريالية هي بحث حيوي ، تعويذة رائعة تقود إلى التخيل والتمرد والرغبة وتحرير الروح ومن الضروري أن يُنظر إليها في ظل هذه الأساليب وليس على أنها انعاش لجثث بديعة وتعديد للأحلام كما يعتقد خصومهم بل هى أكثر من ذلك فنحن امام طريقة حياة غيرت مصائر الخلق والابداع والمجتمع وفقًا لتعبير الشاعر آرثر رامبو: “تغير الحياة”.
كانت كلمات الناقد الادبى التشيلي جوستو باستور ميلادو مؤسفة للغاية عندما أشار بازدراء إلى السريالية في نصه لمعرض
Phases, Surrealismo e Contemporaneidade, Grupo Austral do Brasil e Cone Sul
عام 1997 الذي أقيم في متحف الفن المعاصر في جامعة ساو باولو بالبرازيل مشيرا إلى ان السريالية ما هى الا “ألعاب صالون” بل و فصل الرسام التشيلى روبرتو ماتا عن السريالية.
مما عرض ميلادو لانتقادات شديدة من قبل مجلة
Derrame
في عددها الثالث الصادرعام 2000. ولهذا يجب ان يعاد مناقشة بعض اشكاليات كهذة لرفع الجهل عن فيما كانت عليه السريالية في تشيلي وفي بلدان أخرى.
2
فلننتقل إلى البدايات, فلننتقل لمجموعة لاماندراجورا السيريالية التشيلية
La Mandragora
و إلى الشاعر والكاتب إنريكي غوميز كوريا والرسام الشاعر خورخي كاسيريس والشاعر الكاتب و الروائى براوليو أريناس و الكاتب و الشاعر تيوفيلو سيد وإلى الأعداد السبعة من المجلة التي تحمل نفس اسم المجموعة و إلى المعارض الدولية التي نظمها هؤلاء الشعراء الأربعة الشغوفون الذين اقتحموا وتصدروا المشهد الثقافي في سانتياغو عام 1938 بإلقاء قصائدهم بقاعة مؤتمرات el
Auditorium
بجامعة تشيلي.
ماندراجورا
Mandragora
او يبروح او بيض الجن هو عبارة عن نبات ينتمى الى الفصيلة الباذنجنية ذو قوى سحرية وطبية ويمكن أن يتخذ شكلاً أنثويًا اوذكوريًا وهو رمز هذا الرهان الجديد المليء بالتمرد الشعري والمرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجماعات السريالية التي كانت تولد في أماكن مختلفة من العالم.
أجرى العديد من أعضائها تبادل مراسلات قيّمة مع بريتون و مؤيدين آخرين للحركة و تم تعزيز هذه الصداقات باللقاءات والاجتماعات في باريس وفي مدن أوروبية أخرى مثل بروكسل وبراغ و كانت من الرحلات ذات الأهمية على سبيل المثال تلك التي قام بها جوميز كوريا وكاسيريس إلى أوروبا في سنوات متفرقة حيث من خلالها تم توطيد العلاقات الوثيقة سواء مع رينيه ماجريت أو تويين أو جاك هيرولد أو حتى فيكتور براونر حتى ان ستيفان باسيو أشار الى المجموعة قائلا ” كانت لا ماندراجورا
Mandragora
أحد أكثر التيارات الشعرية أصالة في القارة الأمريكية”.
لكن وقبل كل شيء ، دعونا لا ننسى السابق لعصره الأسطوري والمؤسس تقريبًا لكل ما هو طليعى في تلك الاراضى وهو اسم فيسنتي هويدوبرو, الاب الروحى لنظرية الخلق الذي اعطى الدفع والتشجيع من خلال نصه
Non Serviam
عام 1914قائلا :”كنا نغنى للطبيعة, وهو الشىء الذى لايهمها كثيرًا. لم نخلق حقائق خاصة بنا أبدًا ، كما هى تفعل أو فعلت في الماضي ، عندما كانت شابة يافعة ومليئة بالمبدعين “
كان منطقه الاساسى يقوم على ابتكار عوالم جديدة دائمًا ما كان مخلصًا لآليته التخيلية الشخصية وللفكر الكوزموبوليتاني الخاص به اى الفكر الذى يشمل الكثير من الافكار المتنوعة والى سعيه لتوسيع مشروعه الجديد في جميع أنحاء القارة القديمة خلال العقد كلا من العاشر والعشرين من القرن الماضي.
تعاون الشاعر والساحر كما كان يحب ان يعرف نفسه بيثنتي ويدوبرو مع مجلات فى باريس ومدريد، وكان له صلات وثيقة مع بيير ريفيردي وخوان ميرو و غيوم أبولينير و خوان لارريا و تيريزا ويلمز مونت و غويلرمو دي توري. كان صاحب رؤية ومشاركًا في أوج مشاهد النشاط الثقافى فى اوروبا وقد رسم قصائد تعتبر سابقة للشعر البصري وصورها بعد ذلاك كلا هانز آرب وبابلو بيكاسو وخوان جريس.
ولا يمكننا ايضا أن نغض الطرف عن الكاتبين خوان إمار وخواكين إدواردز بيلو اللذان يعتبرا معقلا لما هوجديد وقاموا بالحج إلى العاصمة الفرنسية كما فعل هويدوبرو في نفس الفترة وهذا خلال ما بين الحربين العالميتين و مع هذا التطلع لإيجاد جماليات وأفكار تكسر ما هو راسخ بالفعل وتبيد ذوق القرن التاسع عشرفقد كانوا شهود عيان على حركة دادا الثقافية(الدادائية) والسريالية.
فحينما يختفى الوزن و القافية تختفى واقعية المناظر الطبيعية فلقد حان الوقت لابراز جمال جديد من قبل آرثر رامبو أو للقاء غير متوقع بين ماكينة خياطة ومظلة شمسية على طاولة تشريح كما هو الحال فى رائعة الكونت لوتريامون, أناشيد مالدورور.
(Conde de Lautréamont, Maldoror)
كان بيثنتي ويدوبرو بمثابة العراب والمعلم والصديق لمجموعة لا ماندراجورا
Mandragora
حتى انهم قاموا بزيارته عندما عاد إلى تشيلي على الرغم من أن قضية الأتمتة السيريالية(الافراج عن اللاوعى) كانت تثير الكثير من الجدل بينهم.
كان يقرأ اعضاء المجموعة للرومانسيين الألمان امثال الكونت لوتريامون و ماركيز دى ساد وهيجل و فرويد بالاضافة بالطبع لمنشورات الصديق بريتون التى كانت تنشر فى ذلك الحين فى الطرف الاخر من العالم.
كان هناك مرشد آخر لـلمجوعة وهو الشاعر بابلو دي روخا، مؤلف كتاب الشعربعنوان U عام 1926، وهو يعتبر كتاب شعرى تجريدى كما كان يرى الشاعر والكاتب التشيلى براوليو أريناس ويعتبر هذا الكتاب من اولى اعمال الحداثة التي ظهرت على الاراضى التشيلية حيث يمتاز بلغته القوية ومزين بتأثير كلا من الحركة المستقبلية والحركة السيريالية وهكذا نمت جذور السريالية يومًا بعد يوم ولم يتوانوا فى مواجهة المحلية وبما فيها من عزلة والتي كان يعانى منها المجتمع في ذلك الحين وعلى الرغم من أن نظرة مجموعة لا ماندراجورا
Mandragora
كانت دائمًا دولية او ان كان ينتابهم دائما الشعور بالفضول بشأن ما يحدث على الجانب الآخر من سلسلة الجبال وما وراءها إلا أنهم لم يتخلوا عن هذا الإلهام المنبعث من تلك الجغرافيا المجنونة لشيلي بببراكينها وبحارها وجبالها ونباتاتها المتنوعة وزلازلها. يمكن أن يكون تأثير جغرافية وطبيعة الارض يمثل أحد أعمدة تلك “المادة الخيالية” بالاضافة الى العناصر الشعرية والعاطفية والتى كانت موجودة أيضًا عند الرسام التشيلى روبرتو ماتا ومجموعة
Derrame
السيريالية.
3
كانت الأربعينيات بمثابة العقد المثالي للمعارض السريالية الهامة في تشيلي فقد تم تدشين أول معرض للسريالية في عام 1941 في المكتبة الوطنية وكان الدعاة هم الشاعر والكاتب التشيلى براوليو أريناس و الرسام والشاعر التشيلي خورخي كاسيريس الذان لم يكرسوا أنفسهم للكتابة فحسب، بل قاموا أيضًا بعمل تراكيب ورسومات حتى ان كاسيريس اصبح ملقبا بـ
“El delfín de La Mandragora”
او دلفين المجموعة، فقد كان راقص باليه كلاسيكي محترف (عضو في مجموعة
Ernst Uthoff
للرقص) وأحد مؤسسي نادي جاز سانتياغو وأحد رواد فن الاداء المعاصر.
اما الآن دعنا نواصل هذه الرحلة عبر الزمن حتى نصل إلى عام 1943حيث عرضت مجموعة لا ماندراجورا
Mandragora
اعمالها في معرض الطبيب النفسي إنريكي روزنبلات الذى كان الحليف المخلص للمجموعة والذي كان يشاركهم ذوقه في الحداثة.
كان مصير السريالية التشيلية موجها لتحديد تاريخ الثقافة العامية والذى تم تعزيزه في عام 1948 من خلال معرض
la Galería Dédalo
وأرى كتالوج ذلك المعرض على الإنترنت معروض للبيع (على الموقع الإلكتروني لمتجر لبيع الكتب في كانتابريا بإسبانيا).
لكن كانت الأعمال الأصلية المعروضة على الجمهور فى ذلك المعرض مثيرة للإعجاب بالاضافة الى تواجد كوكبة من المؤلفين الذين اصبحوا بالفعل جزء من الفن العالمي امثال:
ويفريدو لام و رينيه ماغريت و توين و ليونورا كارينجتون و أندريه ماسون و روبرتو ماتا و أرشيل غوركي و سلفادور دالي و هانز آرب و فيكتور براونر و جاك هيرولد و أوسكار دومينغيز و مادلين نوفارينا و أندريه بريتون و إيف تانغوي و شركاء مجموعة
de La Mandragora
براوليو أريناس و خورخي كاسيريس.
حدث جلب إلى سانتياغو ميراث بودلير الذى كان يعتبر فن متقدم انذاك. كان أول معرض اجتمع فيه فنانون من بلدان مختلفة حيث كانت هناك أيديولوجية موحدة وهى السريالية فقد فاق حجمه أنشطة مجموعة مونبارناس
Montparnasse
(منظمة للفنانين التشيليين الذين انضموا إلى تجمع كبار الفنانين في حي
Montparnasse
بباريس ، فرنسا ، في أوائل القرن العشرين) التي أقامت أيضًا معرضًا دوليًا عام
1925.
ولكن مع مجموعة لا ماندراجورا
Mandragora
كان وافى للغرض بشكل اعمق وهورؤية العالم من منظور آخر فلم يكن الغرض من هذا المعرض تعليق وعرض الصور فقط, فكان عبارة عن توليفة من فن الرسام و النحات الفرنسى مارسيل دوشامب مع تقاطع الأحبال البيضاء للصورفى ممر المعرض بالاضافة الى تفاعل الجمهور مع العارضات التي تمت دعوتهن للمس فقد كان يسعى الى ان يجدد ما يمكن أن يكون مساحة المعرض, القى المعرض البذرة المستقبلية لاقامة المعارض في تشيلي (كان نواة لمعارض مجموعات اخرى على سبيل المثال معرض مجموعة Signo الادبية و مجموعة
colectivo acciones de arte
الثقافية.
توفي كاسيريس في عام 1951 بينما اخذ الكاتب و الشاعر تيوفيلو سيد طريقا مغايرا بعيدًا عن مجموعة لا ماندراجورا
فدائمًا ما تكون الاختلافات والصراعات حتمية في اى تجمعات مع ذلك تم افتتاح معرض سريالي جديد في المعهد التشيلي الأمريكى للثقافة وكان العديد من الأعمال المعروضة تنتمي إلى الشاعرالكاتب و الروائى براوليو أريناس والدبلوماسى المحامى الشاعر إنريكي غوميز كوريا (والتى كان قد تم عرضها بالفعل عام 1948
في معرض
Dédalo)
بالاضافة الى انضمام أعمال كورت سيليجمان وتريستان تزارا و كلود ارنو و ماريا بينز او
نوش و زوجها الشاعر بول إيلوار وبابلو بيكاسو واخرين….
في وقت لاحق، في عام 1968 يجمع متحف الفنون الجميلة اثني عشر من المبدعين السرياليين تحت عنوان “السريالية وتكريم رينيه ماغريت “وهم : ليونورا كارينجتون و فالنتاين هوغو و هانز آرب و تويين و أوسكار دومينغيز و جاك هيرولد و ويفريدو لام و أرشيل غوركي و أندريه بريتون و رينيه ماغريت و جورج كاسيريس وروبرتو ماتا.
وقبل نهاية الستينيات،لابد الأخذ في الاعتبار وفاة بريتون عام 1966 الذى كان محركا اساسيا للحركة مما يسبب انعكاسات على إرث السريالية حتى ذلك التاريخ وما بعده فكان كل شيء يشير إلى أن السريالية في هذا البلد الواقع في أمريكا اللاتينية ستستمر بقوة أكبر بنجوم جدد مثل بزوغ لودفيج زيلر وسوزانا والد التي كانت تربطها صداقة وثيقة مع مجموعة لا ماندراجورا
Mandragora.
أو لنعد إلى الوراء قليلا الى عام 1952 حيث ظهور ”
Quebrantahuesos”
وهو نوع من مذكرات جدارية مجنونة تتميز بأسلوب الدادئية عن طريق قصاصات الصحف, كانت مليئة بالفكاهة الشعرية والسريالية ويتم لصقها في نقاط مختلفة في وسط العاصمة بيد مؤلفيها كلا من الشاعر و الكاتب المسرحى التشيلى إنريكي لين والشاعرالفيزيائى نيكانوروالمخرج والكاتب أليخاندرو جودوروفسكي الذين يعتبروا ثالوث الإبداع (ظهرت صور هذا المشروع لاحقًا في مجلة
Manuscritos
عام 1975 من إخراج وتحريرالكاتب كريستيان هونيوس و رونالد كاي).
أنتج جودوروفسكي كنظيره ماتا سجلًا قويًا في الخارج فقد كانت تمثل السريالية مدرسة الحياة بالنسبة لهما. أسس جودوروفسكي حركة
Pánico
مع فرناندو أرابال و رولاند توبور في باريس في الستينيات ثم انتقل بعد ذلك إلى المكسيك لإنتاج الأفلام والمسرح بالتعاون مع آلان جلاس وليونورا كارينجتون وألبرتو جيرونيلا.
اما ماتا فهو يمثل البذرة والمياه التي سمحت بنمو تلك الشجرة الملونة التى تسمى بمدرسة نيويورك بمساعده أندريه ماسون والذي شاركه أيضًا فتره من المنفى فى امريكا حتى أصبح ماتا فنان عالمى .
كان ايضا مصدر إلهام لنواة الحركة الشعرية المسماة
Infrarrealism
اوحركة ما دون الواقعية والتى كانت تتكون من مجموعة شعراء من مكسيكو سيتي بالاضافة الى ثلاثة من تشيلى وهم برونو مونتاني وخوان إستيبان هارينجتون وبولانو.
وقد كشف عن هذة العلاقة الكاتب و المترجم خايمي مورينو فياريال من خلال مقال له مستشهدا بكتاب جان شوسترالذى بعنوان”تطورحركة السيريالية -تحت الواقعية عند ماتا”
“” Développements sur l’infra-réalisme de Matta
حيث ورد بالكتاب ” ان ماتا كان الذراع الأيمن ل بريتون وصديق مؤسسي حركة
Phases
الادبية امثال الكاتب و الناقد إدوارد جاغور وآن إيثوين”.
وقد قام الشاعر والفيلسوف و الناشر الفرنسي إيريك لوسفيلد عام 1970 بتجميع الأفكار التي نشرها ماتا في مؤتمر هافانا الثقافي عام 1967فى ذلك الكتاب ايضا.
وقد قرأ هذا النص الكاتب و الشاعر التشيلى روبرتو بولانيو في شبابه مما سمح لتحت الواقعية ان ترى النور وهذا ما اكده لى شخصيًا الشاعر برونو مونتاني خلال اجتماع عقدناه في فبراير 2020 والذى كان شريكا لروبرتو بولانيو فى تأسيس حركة
Infrarrealism .
وليس من قبيل الصدفة أن
Infrarrealism
او تحت الواقعية ولدت في منزل والدي برونو مونتاني في مدينة مكسيكو سيتي ولابد الوضع فى الاعتبار ايضا أن والدة مونتاني هي هيلجا كريبسالتى كانت رسامة ويمكن اعتبارها انها فنانة سريالية نظرا لطبيعة اعمالها الصخبة التى تشبه فوضى بالاحلام متأثرًة بالأماكن الغريبة الغامضة الساحرة لولاية سونورا المكسيكية وبالاضافة الى صداقتها مع الشاعر والكاتب المسرحي التشيلي إنريكي لين الذى كان أحد مؤسسى الحركة الادبية الشعرية المصورة
Quebrantahuesos.
ومن الآخرين الذين جنوا بتأثير السريالية المخرج الشهير راؤول رويز الذي عاش في باريس والشاعر خوان لويس مارتينيز.
4
نظم كل من الشاعر لودفيغ زيلر والرسامة سوزانا والد مع فيتيربو سيبولفيدا وفالنتينا كروز وآخرين معرض
El entierro de la castidad
(دفن العفة ) عام 1970 ، في الجامعة البابوية الكاثوليكية في تشيلي.
كان العرض فريدًا جدًا من خلال لوحات وتقليد لأثداء أنثوية على الأرض.وكان عليك دخول الغرفة حافي القدمين ويمكنك مشاهدة أعمال ماتا ونيميسيو أنتينيز وأريناس وهارولدو دونوسو وكارمن غارسيا وإنريكي زانيارتو ولا ماندراجورا ورودولفو أوبازو وماريو تورال وفرانسيسكو بارادا بالاضافة الى منظمي الحدث السالف ذكرهم.
شكل لودفيغ زيلر والرسامة سوزانا جزءًا من أنشطة دار
Casa de la Luna Azul
، الواقع في شارع
Villavicencio،
حيث كانت تمثل مساحة تنفيس للثقافة المضادة من خلال روح السريالية وحركة الهيبيز. كانت تتم هناك محادثات ومناقشات حول أعمال المحلل والطبيب النفسى الالمانى فيلهلم رايش والفيلسوف الالمانى هربرت ماركوزه والكاتب الالمانى هيرمان هسه والروائى الفرنسى ماركيز دى ساد والناشط السياسى مارتن لوثر كينغ وبالاضافة الى اقامة معارض فنية ومسرحيات.
قام كل من لودفيغ زيلر و سوزانا والد جنبًا إلى جنب مع الفنان هوجو مارين والطبيب النفسي رولاند تورو أرانيدا بالاضافة الى الشاعر متعدد المواهب إنريكي لين، وعدد لا يحصى من المتعاونين بتنسيق هذه الأحداث.
لكن كل شيء انتهى بالاستقطاب السياسي ونهاية الديمقراطية في سبتمبر 1973واصبحت كندا الواجهة الجديدة ل والد وزيلرحيث أسسا
Oasis Ediciones
مواصلين نشر السريالية وشعرائها سواء من أمريكا أو أوروبا ثم أكملوا رحلتهم إلى المكسيك في ولاية أواكساكا و اصدروا هناك العديد من الاعمال السريالية مثل مجلة
Vaso Comunicante
وإقامة المعارض بالاضافة الى الصحف الدورية (مراسلات صحفية) التي تسافر إلى شيلي منذ عام 2000
استبدال مجموعة
La Mandragora
وظهور ورثة جدد بالإضافة إلى الثنائي والد وزيلر كل ذلك فى ولادة
Derrame
السريالية في عام 1996 اى بعد عام من وفاة الدبلوماسى المحامى الشاعر إنريكي غوميز كوريا آخر اعضاء مجموعة
La Mandragora.
يعد ظهور العدد الأول من مجلة
Derrame
أمرًا حاسمًا في استمرار تلك الثورة الثقافية في تشيلي والتي وفقًا لبريتون فإن هذة الثورة لها ثلاثة مسارات وهم الشعر والحرية والحب. كان كلا من الصحفى والشاعر رودريجو هيرنانديز بيسيروس والرسام الشاعر ألدو ألكوتا و والرسام الشاعر روبرتو يانيز و الشاعر رودريجو فيردوجو و الشاعر الروائى كارلوس سيديليي يمثلوا جزءًا من الحجر الأساسى لتلك القلعة المسحورة والغرابة الهائلة.
كانت
Derrame
عبارة مجلة ومجموعة فى ان واحد تربطها صداقة وثيقة معالشاعر و الناقد الفنى الفرنسى إدوارد جاغرو الرسامة آن إيثوين من حركة
Phases
التي وسّعت التعاون السريالي على الصعيد الدولي.
من الجيد أن نتذكر أنه في عام 1999 ، دخل ألكوتا إلى استوديو الفنان ماريو مورو وهو شخصية مقربة من السريالية والذي كان يعرّف نفسه دائمًا بأنه آكل لحوم البشر للصورة والذي أسس مجموعة
Magie Image
في باريس مع شاول كامينر و هيريبيرتو كوجولو و كارلوس أريستي وليونسيو فيلانويفا وألونسو كويفاس وإدواردو زامورا ولويس زاراتى .
اقترح هؤلاء المبدعون من تشيلي وبيرو والمكسيك وكولومبيا وجمهورية الدومينيكان نظرة جديدة لاتينية للفن من خلال الشعر وثقافات الأجداد في أمريكا اللاتينية وتصوير جديد مليء بالمخاطر التصويرية والدموع. ولم يتردد الرسام التشيلى روبرتو ماتا في رعايتهم واعتمادهم كخلفائه الرسميين ومن هنا يتوسع تاريخ السريالية التشيلية مرة أخرى في اتجاهات متعددة وكما يقول السيريالى جاغر ، “تقابل من يجب عليهم ان يتقابلوا “.
5
تمت تغطية مساهمة مجموعة
Derrame
في تاريخ الأدب والفن التشيلي بطبقة من الضباب و غالبًا “عن قصد”,حيث ليس من المعقول أن مجموعة بهذا القدر من العبقرية وبهذة القدرة على ان تكون سابقة لعصرها ان تناقش موضوعات مثل “الأبقار المقدسة” لكن من المؤكد ان مساهمتها وإرثها عميقان للغاية بحيث
يصعب محوهما حتى لو حاولوا حصره على هوامش الهامش.
يتم حاليًا استعادة مكانة مجموعة
Derrame
سواء فى تشيلي اوبالخارج، بعد سيل من المنشورات والأبحاث حول أنشطتها وإرثها. نحن نواجه مرجعًا هائلاً للأجيال القادمة التي ترغب في إطالة أمد الاستكشاف الحيوي والجديد تمامًا للسريالية في هذا الجزء من أمريكا الجنوبية وكما كان وقد سبق للمفكر و الناقد الادبى الفرنسى جورج ستاينر أن علق قائلاً: “إن العبقرية الاساسية للدادائية والسريالية انها أبعد ما تكون عن النفاذ فتقليد الجديد لا يزال ملكا لهم “.
دعنا ننتقل إلى التسعينيات حيث تحاول تشيلي العودة إلى المسار الديمقراطي مرة أخرى. كان هناك رغبة في خلق وسائل ومساحات ثقافية لعرض كل التحريض الفني والفكري الذي يمكن أن يثير اهتمام الجمهور.
كان هناك حالة النشاط و الفوار من خلال المجموعات و المجلات الغير مهنية وغير رسمية الذى ينتجها اتباع ظاهرة ثقافية معينة لسرور الآخرين الذين يشاركونهم اهتماماتهم بما تسمى مجلات
fanzine
الى جانب مجموعة متنوعة من المجلات و البث التلفزيوني لبرامج مثل
Ojo con el arte, Cine Vídeo , El show de los libros.
ظهرت مختارات شعرية ، وأماكن استضافت معارض فنية ومسارح بديلة وحياة بوهيمية في الحانات وأوكار القمار و في خضم هذه الزوبعة المثرية التي حاولت أن تترك وراءها ماضًى دكتاتوريًا صعبًا ومظلمًا ، ولدت مجموعة
Derrame
في أروقة جامعة أندريس بيلو في عام 1996. في البداية كانت مجلة هواة او ورق حائط
fanzine
ثم اصبحت مجلة محترفة ثم أصبحت مجموعة يربطها ببعض أواصر المعرفة والصداقة, هو تجمع لشباب يرون في الشاعر آرثر رامبو أوالرسام النحات الكاتب مارسيل دوشامب دوشامب أوالشاعر بيثنتي ويدوبرو مرجعهم لاستكمال الطريق ومنفذ لانتقاد وتيرة الحياة المتسارعة فى التشيلي (النزعة الاستهلاكية الوحشية) اى كرد فعل على ما نمر به من حياة.
سنحت الفرصة للشاعر و الكاتب هيرنانديز بيسيروس بالالتقاء مع الشاعر ألكوتا في كلية الصحافة بجامعة أندريس بيلو في عام 1994و قد ساهم اتفاق الأذواق الأدبية والجمالية المتعلقة بحركة الطليعة فى حقبة مابين الحربين العالمتين فى تعزيز الأخوة بينهم التي سهلت إرساء الأسس الشعرية لمجموعة
Derrame.
بالإضافة إلى تأثير العديد من الاصدارات التى ساعدت فى إلهام هذا النسل الجديد للسريالية مثل مجموعة لا ماندراجورا
Mandragora
بأعدادها السبعة ، تحت قيادة إنريكي غوميز كوريا وبراوليو أريناس و تيوفيلو سيد و خورخي كاسيريس منذ أواخر الثلاثينيات إلى أوائل الأربعينيات بالاضافة الى مجلة
A Contramar
وهي مجلة أدبية تجريبية أنشأها ميلان بوديس سوكيل ، الذي زار غوميز كوريا عدة مرات في مقر إقامته في سانتياغو في شارع جالفارينو غالاردو ، وهو طالب بالإضافة إلى دراسة الصحافة في نفس الجامعة التي يحضر فيها هيرنانديز بيسيروس وألكوتا و ايضا مجلة
Entreguerras ،
التي أصبحت فيما باسم
La gran pirámide polar
والتي روج لها كريستيان هوت ودانييل أوسوريو وكريستيان أريجوي بيرجر
؛
ايضا وجود
Ojo de Aguijón
وهي محطة إذاعية سريالية تأسست في الثمانينيات ، في باريس من قبل التشيلي ميغيل فلوريس إيلوز والفنان خورخي ليل لابرين (عضو في مجموعة الرسامين
CAPA
من أمستردام وقريب من ماتا) وهو أستاذ تاريخ الفن في جامعة أندريس بيلو والذي كان يدرس ل هيرنانديز بيسيروس. أصبح كل من بوديس سوكيل و أريجوي بيرجير وليال لابرين متعاونين رائعين في
Derrame
حتى ان قد صمم بوديس سوكيل بعض أعدادها.
في عام 1996 ، تم الاحتفال بالذكرى المئوية لأندريه بريتون وبنفس التوقيت ولدت مجلة
Derrame
كمجلة هواة فى اثني عشر صفحة بالأبيض والأسود وطباعة لا تزيد عن ثلاثمائة نسخة.
فى هذا العدد من
Derrame
او المتدفق فهو يعتبر الفجر المتدفق الذي يدين باسمه إلى طقس ليلي التى تنبا بها هويدوبرو منذ زمن، الاب الروحى لنظرية الخلق ووحركة الطليعة (حيث كان يسكب هيرنانديز بيسيروس كأسًا من النبيذ مع مقبلات خلال احد الليال عندما كان يصاب بالقلق)
تم تجميع نصوص من طلاب الجامعة ومن عاشقى الادب وكل النصوص الرائعة للسريالية، وقام بنظمها كلا منالرسام و الشاعر ألكوتا والشاعر هيرنانديز بيسيروس بكل شغف.
في ذلك العام, اذدهرت صداقة القاص و الروائى التشيلى دونوسو والمخرج والكاتب جودوروفسكي والشاعر و الكاتب انريكى لين مع
Derrame
بالاضافة الى الشاعرة الأسطورية ستيلا دياز فارين ، احدى النجوم البارزين لجيل الخمسينيات التى تعتبر الام المعلمة لهذا الشلال من الفكر والإبداع والملقبة ب “المرأة البركان”و في وقت لاحق رغم ان غادر العديد من المشاركين الهواه او
Fanzine
المشروع فقد قررالرسام والشاعر الدو الكوتا والشاعر هيرنانديز بيسيروس الاستمرار في
Derrame
في شكل مجلة، ودفعوا ثمنها من جيوبهم الخاصة ودعوا أشخاصًا جدد وتمكنوا من ملء صفحاتهم بمقالات ذكية وصور غير عادية بديعة . ها قد وصلنا الى نهاية القرن العشرين ، 1999 ، وصدر العدد الثاني في طبعة أكثر دقة من خمسمائة نسخة بغلاف استفزازي من قبل الألماني السريالي هانز بيلمر وبين طياته, تجد هناك كتابات عن فرانسيس بيكون ومارسيل دوشامب وكارلوس دروغويت وتيوفيلو سيد (من العادات الثابتة في المنشور تكريم جميع أعضاء لا ماندراغورا والشعراء المقربين منهم) بالاضافة الى مقابلة مع الكاتب بيدرو ليميبل تحت عنوان” الاستفزاز كمعركة”
“La provocación como batalla”.
في بلد شديد التعقيد والخصوصية مثل تشيلي، يمكن أن تصبح السريالية جزءًا من المشهد الخارجي والداخلي كما كان يقول ماتا “هناك ، داخل البشر ، يجب أن تحدث “حرب داخلية” وهذا التغيير في الروح سيعطى فرصة لتمدد وتؤثر على صورتها بالخارج”وبذلك يمكن تقديم اجابات للعديد من الاسئلة الغاية فى العمق, فالسيريالية هى الملجا كما يفترضه مجموعة
Derrame
لمواجهة ضراوة ما بعد الحداثة وطريق للهروب من النيوليبرالية .
إن اتخاذ صف السريالية يعني افتراض الذات كمخالف أو نقيض لمجتمع سطحي يقع مخبولا ومذهولا بما يقدمه وسائل الإعلام والمنطق الاستهلاكى مفتقرا للشاعرية و الاحساس فلم يعد الناس يتوقفون للنظر إلى السماء المرصعة بالنجوم لفترة طويلة أو حفظ البعضمن ابيات الشعر.
كانت
Derrame
هى الباب الذهبي لواقع موازٍ، يغلي في الأحلام و الخيالات بالاضافة الى قدر كبير من الشفافية وذلك سر انجذاب كلا من بريتون وماتا,ايضا الشعوربالقوى الخفية لهذة الارض و بحرية التخيل ,كل ذلك يضاف له الاعجاب المتعصب للميراث الشعرى التشيلى امثال (هويدوبرو ، ميسترال ، بابلو دي روخا وشاعر العامية نيكانور بارا ).
اما بالنسبة للشاعر والأكاديمي التشيلي خافيير بيلو فيجد ان هناك تقاطع به الكثير من الخلل ذاكرا انه “يجب أن يعالج النقد بين شعراء السريالية بشكل عام الثقافة الطليعية في أمريكا اللاتينية وثقافة الباروك ” و يعتقد بيلو أن هذه العلاقات المليئة “بشراهة فى ثقافة أمريكا اللاتينية ، يمكن تتبعها في Derrame “
(مجلة الادب جامعة تشيلى , ديسمبر 2006) فقد اصبحت
Derrame
تمثل جزءا جديدا يواجهة ما هو موجود بالفعل .
كانت تمثل محتويات المجلة مسار متمرد متباين وعالمي بشكل فريد ، مما أعطى لها طابعًا من الأصالة المدهشة في كل عدد لها والذى وصلت الى ثمان اعداد بداءا من عام 1996 إلى 2012.
فى البداية كانت تعتمد على التمويل الذاتي من خلال ناشريها ثم بعد ذلك حصلت على دعم
los Fondos Concursables
او الصناديق التنافسية لجامعة أندريس بيلووبحلول العدد السابع تلقت تمويل من برنامج
Fondart
او الصندوق الحكومى لتطوير الثقافة و الادب ب تشيلى وكان ذلك فى عام 2006 حيث تم إصدار
Derrame
بالألوان اذا كان على الغلاف او داخل صفحات العدد، ثم خلال العدد الثامن تم تكريم السريالي البرتغالي أرتور دو كروزيرو سيكساس، وصدرت بدعم من المؤسسات الجامعية والسفارة البرتغالية ومعهد كامويس.
حملت
Derrame
تلك العلامة الدولية، حيث جمعت فنانين وكتاب من مختلف الأزمنة والأجيال والقارات, لقد أرادت عبور الحدود وتوحيد سبل التعاون مع أقرانها، الذين وثقوا أيضًا في طرق الثورة السريالية كبروز المساهمة الرائعة في بداية هذه المغامرة للرسام خورخي ليل لابرين كمتعاون و كوسيط حيث اصبح همزة وصل بين
Derrame
و أشخاص مهمين للغايةعلى مدار الوقت على سبيل المثال ناتاليا فرنانديز سيجارا وهى ابنة السيريالي الجاليكي يوجينيو غرانل وهى مدير المؤسسة التي تحمل اسم والدها، وتقع في سانتياغو دي كومبوستيلا بإسبانيا والشاعر الفرنسى إدوارد جاغر و الرسامة آن إيثوين ، مؤسسا حركة
Phases
او (المراحل) في باريس في الخمسينيات (يجمعان دعاة التجريد الغنائي والسريالية وآرت بروت ومجموعة كوبرا) ، مما وطد صداقة وثيقة وتبادل مستمر للرسائل مع ألكوتا و قام الأخير بزيارتين إلى الشقة الباريسية الرائعة ل إدوارد جاغر و آن إيثوين الواقعة في شارع
Remy de Gourmont
وكانت اول زيارة عام 2002 والأخرى فى عام 2008 ، بصحبة الشاعر كارلوس سيديلي.
وخلال صولاته و جولاته الباريسية ، حضر ألكوتا أيضًا عدة جلسات نظمتها مجموعة باريس السريالية في مقهى بشارع ريفولي، حيث كان ضمن المشاركين فى المحادثات الثرية مع جاي جيرارد ، ماري دومينيك ماسون ، ميشيل زيمباكا ، غابرييلا تروجيلو (شتاء 2002) الى جانب الاجتماعات التي عقدها مؤسس
Derrame
مع الرسام الكندى جان بينوا و الكاتبة و الرسامة الكوبية مارغريتا و زوجها الكاتب و الرسام جورج كاماتشو والنحاتة الايطالية فيرجينيا تينتيندو والفنان و الشاعر الفرنسى جان جاك ليبل في سنوات مختلفة من اخر عقدين.
Derrame
هى كرة ثلج التى تنامت في الحجم و صعدت عبر منحدر من الحماس بدعم سخي دائم من الكاتب و الناقد إدوارد جاغوروظلت المشاركات تتهافت على صفحاتها بلا انقطاع ويكفي بحسب قراءة تلك الأسماء ذات القيمة والمشوار الادبى العظيم القادمة من أجزاء مختلفة من الكوكب: جيوفانا ، وجان ميشيل جوتييه ، وخورخي ومارجريتا كاماتشو ، وجان بينوا ، وإنريكو باج ، وفيكتور. شاب ، مارسيلو بورديزي ، فرانكلين فرنانديز ، مؤسسة جوان بروسا ، جلوريا بوردونز ، خورخي كليمان ، أنطونيو سيلفا ، أرتور كروزيرو سيكساس ، فرانسيسكو كوبيلو ، ألبرتو كورابل ، صامويل إيبارا ، كارلوس مونتيس دي أوكا ، أرماندو أوريبي ، هيكتور هيرنانديز مونتيساكا كاسترو موليناري ، فيرجينيا تينتيندو ، أستريد دونوسو ، أندريس مانشيني ، فيرونيكا كابانيلاس ، باستور دي مويا … وبالطبع جاغور ، إيثوين وناتاليا فرنانديز.
كان ترسيخ وتعزيز
Derrame
خلال هذه الفترة الطويلة يرجع للتعاون والأخوة فى البداية داخل النواة التأسيسية بين كلا من هيرنانديز بيسيروس و ألكوتا و يانيز و فيردوغو و سيدل ثم مواصلة هذة الروح لاحقًا عندما يظهر أعضاء آخرون ينضمون إلى “حجر الاساس” ويلعبون دورًا أساسيًا لمواصلة مهمة الحفاظ على السريالية حية في تشيلي و على روح
Derrame
مثل ماجدالينا بينافينتي فيو و كارلوس ديلجادو و جيمي واتس و إنريكي دي سانتياغو و إيناكي مونيوز و براوليو ليفا و بيسي بورتا و دانيال مدريد و ميغيل أنجيل هويرتا و خوسيه دوارتي و بغض النظر عن الاختلافات والخلافات التي نشأت فيما بعد بين أعضائها وفي بعض الأحيان نتجت عنها عواقب وخيمة حيث وصلت للتباعد النهائي فانه يتم دائمًا تقدير كل ما تم بناؤه فهو امتداد ل
La Mandrágora
وأساتذة مثل ستيلا دياز فارين.
Derrame
هى جزء من هذا التطور السريالي من أجل وضع الفن والشعر في خدمة حرية الإنسان وإنها أكثر من مجرد مجلة ، إنها مجموعة ، رغبة ، منشور ، جنون جميل ، حتى أنها يمكن ان توصف بأنها حركة او طليعة أمريكية لاتينية هجينة مختلطة الاعراق ، تتنقل بين الصورة والكلمة ، بين اللوحة والقصة والأداء.
خلال فعاليات
Bienal Internacional de Performance Deformes
الاول الذي نُظم في سانتياغو دي تشيلي عام 2006، نشرت
Derrame
ملحقا ، مع إدراج بيان يوضح وصفًا للطبيعة الأساسية للمجموعة قائلة:
“تمتلك
Derrame
ديناميكية اللعب و الخيال التى تتجلى فى كل ما تنتجه من شعر و رسم وتصوير و مسرح و عروض وفي جميع الأنشطة التي تقوم بها و يتمتع
Derrame
بفكر خيالى متعلق بكل ما هو غير معقول, سريالى,غريب ,حالم,ممتع, دنىء,قاسى, مجنون, ساحر,خارق للطبيعة,شامانى, مرتبط بالفن ما قبل الكولومبي , مختلط الاعراق وهجين, له علاقة بحركة البانك، متعدد الثقافات، عالمي، إيروس، فن باروكى, فتعتبر
Derrame
هى مختبر إبداعي حيث يساهم كل عضو بأفكاره ويعثر على الحرية الروحية “.
Derrame
هو ابن سيريالية
La Mandragora
و الباتافيزيقا و الدادائية المضحكة الساخرة و تشوش حركة البانك
6
تقوي المعارض السريالية ذو الصبغة الدولية العلاقة بين المجموعات والفنانين، من خلال تبادل الأعمال والقاء النظرات وخلق حالة من الزمالة و الصداقة التي تستمر لسنوات ولذلك فان اهداف معرض
Derrame
هى المحاولة على الحفاظ على صلابة هذه الشبكات من التواصل ، من أجل استحضار وتقليد المعارض الجماعية التي أقيمت في الماضي كمعرض
la Galería Dédalo
عام 1948 الذى نظمته
La Mandragora
بمشاركة أعمال كلا من :
الرسام الرومانى جاك هيرولد و الرسام و النحات الاسبانى أوسكار دومينغيز و الرسام الاسبانى سلفادور دالى و الرسام التشيلى روبرتو ماتا بالاضافة الى الرسام الفرنسى جان آرب و الرسامة المكسيسكية ليونورا كارينجتون كارينجتون حتى معرض
El entierro de la castidad
او المسمى (دفن العفة ) المقام عام 1970 تم تنسيقه من خلال كلا من الشاعر و الفنان البصرى التشيلى لودفيج زيلر و زوجته الكاتبة سوزانا والد بالاضافة الى فيتربو سيبولفيدا و النحاتة التشيلية فالنتينا كروز وآخرين من مكتب الاتصالات بالجامعة البابوية الكاثوليكية او
la Vicerrectoría de Comunicaciones de la Pontificia Universidad Católica
اقامت
Derrame
العديد من الفاعليات الضخمة ذات الاهمية بمكان داخل وخارج البلاد وتلك الفاعليات اصبحت بالفعل جزءًا من تاريخ السريالية أبرزها:
Matta au milieu des fauves
بقاعة معارض صحيفة
La Nación
بسانتياغو دي تشيلي عام
2004
___________________________
Phases-Derrame
المقام بمعرض أرتيوم
Galería Artium
بسانتياغو دي تشيلي عام 2005.
____________________
Derrame cono sur o el viaje de los argonautas
المقام بمؤسسة أوجينيو جرانيل بسانتياغو دي كومبوستيلا بإسبانيا عام 2005.
_________________
· La voz del animal metafísico
المقام بكلا من معرض
Taller de Rokha
و بصالة
Guillermo Núñez
بمركز
El Bosque
الثقافي
(el Centro Cultural El Bosque)
بسانتياغو دي تشيلي عام 2005.
——————————————-
Phases
و الذى تم به تكريم الشاعر الفرنسى إدوار جاغير
Édouard Jaguer
و فاعلية
Más allá de los muros
بمعرض
Taller de Rokha
بسانتياغو دي تشيلي عام 2006
· Sonámbula, inconscientes para una geografía onírica
بمؤسسة أوجينيو جرانيل
((Fundación Eugenio Granell
بسانتياغو دي كومبوستيلا بإسبانيا عام 2006.
في عام 2009 ، انعقد فيما يسمى الاجتماع الدولي للسريالية الحالية
Encuentro Internacional de Surrealismo Actual y la exposición El Umbral
في كلا من متحف
Salvador Allende Solidarity
وصحيفة
La Nación
وداخل
Casa Colorada
ومعرض
Galería Centro Norte
ومعرض
Galería Cian
في سانتياغو دي تشيلي
ومبنى الحكومة المحلية
( Edificio Consistorial)
بالاضافة الى اتيلية البلدية
( Galería Municipal )
بمدينة فالبارايسو التشيلية حيث نظم كل هذة الفعاليات كلا من
Ximena Olguín و Enrique de Santiago و Hernández Piceros
حضر هذا الحدث الضخم ضيوف مهمين تواجدوا فى الافتاحتيات مثل ناتاليا فرنانديز سيجارا (إسبانيا) وخوان كارلوس فاليرا (إسبانيا) وخورخي كليمان (الأرجنتين) وكارلوس إم لويس (كوبا) وفرناندو بالينزويلا (كوبا) ) بالاضافة الى انه تمت طباعة منشور بنصوص شعرية وكتالوج ملون بأكثر من مائة وثلاثين صفحة خلال نص التقديم يعلق إنريكي دي سانتياغو قائلاً:
“هذا ليس معرضًا عن السريالية ولا هو استعراض بأثر رجعي لها، إنه دليلا و برهانا يعبرعن السريالية النشطة الحية، صنعه سرياليون اليوم ، سلسلة متصلة من أوائل الأمس بعيدا عن غرور التنظيم والاحساس بالذات فهذا المعرض يعتبر مظهر ينقذ حرية الروح النقية ، التي تكسرالكثير من الأشكال والأنماط أو الأشكال الجمالية … “.
Derrame
اصبحت الواجهة لمتابعة كل ما هو جديد اول باول عن خلال متابعة فعالياتها وانشطتها فالخيال لا حدود له لذا يتم تنشيطه من داخل وخارج أي مؤسسة ثقافية.
7
كان كل من
La Mandragora
و
Derrame
مظاهر شعرية منتبهة لكل ما يحدث في المجال السريالي على جميع الاصعدة ، حيث كان أعضائهما دائمًا يعارضون الحزب الحاكم والفن الزخرفي والظلم وغطرسة “الأبقار المقدسة” لم ينزل بعد من أوليمبوس.
يجب أن نبحث فى
Derrame
في ضوء مسارها الواسع وتاريخها وأعمالها وبياناتها وسلسلة من المنشورات الأجنبية التي أشارت إلى هذه المجموعة مثل مجلات
Infosurr
بفرنسا و
Brumes Blondes
بهولندا و
ArtNotes
باسبانيا
، أو كتب مثل
CaleidoscopioSurrealista. UnavisióndelSurrealismointernacional (1916-2015)
بقلم الأكاديمي والسريالي الكناري خوسيه ميغيل بيريز كوراليس والقائمة تطول: بالعديد من الكتب مثل :
IlSurrealismo. Lerieoggi. Storia, filosofia y politica“
للباحث و الكيميائى و امين معارض فنية الايطالى أرتورو شفارتز
Arturo Schwarz
و كتاب السيريالية فى ادب امريكا اللاتينية باحثا عن شبح بريتون للباحثة ميلانينيكلسون
Surrealism in Latin American Literature. Searching for Breton’s Ghost de Melanie Nicholson
بالاضافة الى الموسوعة الكاملة عن السيريالية من ثلاثةمجلدات نشرتها
Bloomsbury
()وبذلك لم تضيع
Derrame
في غياهب النسيان.
بعد وفاة هيرنانديز بيسيروس في أوائل عام 2019 ، تقرر إيقاف
Derrame,
على الرغم من ان اعضائها انفصلوا عنها بالفعل و اصبحوا منشعلين اليوم بمشاريعهم الشخصية ، إلا أنهم يقموا بافتتاح معارض جماعية من وقت لآخر بختم
Derrame
المميز ، مع مشاركة بعض أعضائها السابقين ، على سبيل المثال في
معارض
AbyaYala
(قاعة معارض جامعةتالكا ، سانتياغو دي تشيلي ،
2019)
ومعرض
El OjoSalvaje(قاعة Ximena Cristi
سانتياغو دي تشيلي و قاعة مفوضية الثقافة الدومينيكي
، نيويورك ، 2019)
ومعرض مائة عام من السيريالية او
100
años de Surrealismo
بمركز إسباسيو ماتا الثقافي ، سانتياغو دي تشيلي ،
2019
أود أن أوضح أن فى الوقت الحالى الشاعر الشاب بنجامين ريفيرا-ميزا يقود نشاطًا سرياليًا مهمًا في تالكا ، جنوب تشيلي ، المدينة التي شهدت أيضًا ولادة
La Mandragora
بينما فى مدينة كوكيمبو ، شمال تشيلي ، يرسم خايمي ألفارو نغوازي ويكتب بنشاط و إلهام سريالي و ايضا تزدهر حاليا مجموعة
Agharta
التي نظمتها الكاتبة واستاذ اللغة كلوديا فيلا مولينا والشاعر وروديا إيبافيدا والشاعر ماوريسيو شيد وآخرين بمنشورات وحضور على شبكات الإنترنت، يضاف إلى ذلك ظهور مجموعة
Margen
المؤلفة من بعض الأشخاص الذين كانوا جزءًا من
Derrame
ومناصرى السريالية و يتمتعون بقدر هائل من الشاعرية والاحساس والمعرفة.
في تشيلي ، تستمر السريالية بلا هوادة ، جنبًا إلى جنب مع انعاش الذاكرة في الوقت الحاضر والقدرة على إنقاذ إرث مذهل.
__________________________________________________—-______—_—–__—-
Pictures
1 Aldo Alcota
2 Libro “El AGC de la Mandrágora”. 1957. Santiago de Chile.
3 Revistas Derrame. 1996-2012. Santiago de Chile.
4 Exposición “Phases-Derrame”. Galería Artium. 2005. Santiago de Chile.
5 Catálogo “Derrame cono sur o el viaje de los argonautas”. Fundación Eugenio Granell. 2005. Santiago de Compostela. España.
6 Díptico “Homenaje a Édouard Jaguer. Más allá de los muros”. Galería Taller de Rokha. 2006. Santiago de Chile.
7 Catálogo “Sonámbula. Surrealismo latinoamericano”. Fundación Eugenio Granell. 2007. Santiago de Compostela. España.
8 Jean Benoît, Alejandro Jodorowsky y Fernando Arrabal. Aeropuerto de Orly. Años sesenta. París.
9 Catálogo “El umbral secreto”. Exposición de Surrealismo internacional en Chile. 2009. Santiago de Chile y Valparaíso.
10 Pintura de Aldo Alcota. “El océano de turistas, monstruos y espectros”. Acrílico sobre tela. 60 x 70 cms. 2018. Chile.
2 كتاب
“AGC of the Mandragora”
. 1957. سانتياغو دي شيلي.3 اعداد مجلة
Derrame
1996-2012.
سانتياغو دي تشيلي.
4 معرض “مراحل – الانسكاب”.
معرض ارتيوم.
سانتياغو دي شيلي.5 كتالوج “انسكاب المخروط الجنوبي أو رحلة المغامرون”. مؤسسة يوجينيو جرانيل. 2005. سانتياغو دي كومبوستيلا. إسبانيا. 6
ديبتيك
“تحية لإدوار جاجير. وراء الجدران “.
معرض ورشة روخا. 2006.
سانتياجو دي تشيلي.7
فهرس
”السائر نائما .
سريالية أمريكا اللاتينية “.
مؤسسة يوجينيو جرانيل.
2007.
سانتياغو دي كومبوستيلا. إسبانيا.جان بينوا وأليخاندرو جودوروفسكي وفرناندو أرابال. مطار أورلي. الستينيات. باريس. 8 9 كتالوج “العتبة السرية”. – معرض السريالية الدولى فى تشيلي. 2009. سانتياغو دي شيلي وفالبارايسو. اللوحة بواسطة ألدو ألكوتا. “محيط السياح والوحوش والأشباح”. اكريليك على قماش. 60 × 70 سم. 2018. شيلي.

ترجمة / نجلاء الجعيدي