Surrealist cities

لا يوجد ما يحمل اطنان من القصائد مثل ما تحمله الخطوات الضائعة في المدينة، الشعر وحده لا شريك له هو القادر على جعل المدن المألوفة  تبدو جديدة أو غريبة ويعاد ميلادها في الدقيقة آلاف المرات داخل العقل الباطني للإنسان  من خلال عبور فراغات المدينة داخل عينك   بلا هدف محدد او وجهة محددة  ، وأحيانًا بشكل يائس ، تسير العين الشاعرة  في حالة من التأثر الشديد بمحفزات الشوارع التي لا هوادة فيها. 

 ان تركض وتلتهم عينك  في المدينة  بلا وجهة في النهاية فأنت تكتب   قصيدة فيزيائية 

اضحت المدن دوائر مربكة للابداع واصبح كل اعمى غير رائيا يرى في المدينة قشرتها القاسية دون ان يحفر في عقلها الباطن 

 حيث يعتاد المدجنون  بشكل متزايد على البيئة الاسمنتية  التي يعيشون فيها بشكل ميكانيكي أكثر فأكثر ،  ، نحتاج إلى شعرية  أخرى للشوارع

 إذا كنت تتجول  زوايا الازقة المنسية  ، فهناك يحدث الشعر المحض 

بالطبع ، قد يعتقد الناس أنك مجنون  او متسكع   أو شخص منبوذ لكنك تملك عين الشعر العليا ، ولو  كنت امرأة فستتعرض بشكل خاص لافتراضات مهينة من هذا النوع ؛ كانك يظنك الناس عاهرة على سبيل المثال لكنك تحمل الكنز الأكبر  للانعطافات المفاجئة وشلالات من الصدف الموضوعية التي ربما تحملك الى حيوات جديدة

كن إلها  لرياح الاحتمالات الحرة.  وقل كفى  لشوارع   الانشطة  الروتينية ، والمختبرات  الاجتماعية المشلولة   التي يضيع فيها الشعر الحر   هباءا، ضع نقطة جديدة لالتقاء الاقدام والعيون وربما الشفاة  التي  لا تهدأ ، 

 لا تجعلهم يخدعوك لا توجد خطوات ضائعة 

عبد القادر الجنابي _ قطار الرغبة

‭‬

إنّ‭ ‬أنفاق‭ ‬مترو‭ ‬باريس‭ ‬المتشعبة‭ ‬تشعُّبَ‭ ‬

الأوردة‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان

،‭ ‬لهي‭ ‬شرايين

‭ ‬باريس‭.

 ‬أيّ‭ ‬انعطاف‭ ‬في‭ ‬المترو‭ ‬داخل‭ ‬النفق‭ ‬هو‭ ‬الانعطاف‭ ‬عينه‭ ‬الذي‭ ‬تصادفه‭ ‬وأنت‭ ‬تمشي‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬باريسي‭

. ‬

قرأت‭ ‬لكافكا،‭

 ‬

تشخيصًا‭ ‬جميلًا

ودقيق

،‭ ‬يقول‭ ‬فيه‭

:

 ‬‮«‬إن‭ ‬المترو‭ ‬يتيح‭ ‬للغريب‭ ‬أجود‭ ‬فرصة‭ ‬لكي‭ ‬يتصور‭ ‬أنه‭ ‬أدرك‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬سريع‭  ‬جوهر‭ ‬باريس‮»‬‭. ‬

‭***‬

المترو‭ ‬يعلمك‭ ‬كيف‭ ‬تدرك‭ ‬أنّ‭ ‬الكتابة‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬الخطوط‭… ‬وأيَّ‭ ‬خطٍّ‭ ‬من‭ ‬خطوط‭ ‬الخيال‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭. ‬

‭***‬

المترو‭ ‬هو‭ ‬‮«‬لا‭ ‬وعي‮»‬‭ ‬باريس‭ ‬الذي‭ ‬تغرف‭ ‬المخيّلةُ‭ ‬الشعريةُ‭ ‬من‭ ‬تيارِه‭ ‬أعمالَها‭!‬

‭***‬

في‭ ‬المترو‭ ‬يجد‭ ‬الروائي‭ ‬شخصيات‭ ‬

روائية‭ ‬حقيقية‭

 ‬شحّاذين،‭ ‬لصوصًا

،‭ ‬عاهرات،‭ ‬تجارَ‭ ‬مخدرات،‭ ‬بسطاء‭ ‬معروضين‭ ‬طوال‭ ‬الرصيف‭ ‬للإيجار‭

… ‬القرار‭ ‬يعود‭ ‬لمخيلتك‭: ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬صالح‭

 ‬لرواية‭ ‬جديدة‭

! ‬أما‭ ‬الشاعر‭ ‬فحصته‭ ‬قليلة‭: ‬بيت‭ ‬أو‭ ‬بيتان‭!‬

‭***‬

لا‭ ‬خوف‭ ‬في‭ ‬القطار‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬جاء‭ ‬شخص‭ ‬لا‭ ‬تعرفه

،‭ ‬وجلس‭ ‬إلى‭ ‬جانبك‭ ‬والعربة‭ ‬كلُّها‭ ‬فارغة‭… ‬

‭***‬

القطار‭ ‬حياة‭… ‬لذلك‭ ‬تبقى‭ ‬واعيًا‭ ‬بفكرة‭

 ‬

الموت‭ ‬طوال‭ ‬الرحلة‭. ‬

من‭ ‬يدري

،‭ ‬ربما‭ ‬انحراف‭ ‬واحد‭ ‬عن‭ ‬السكة،‭

 ‬ويُصبح‭ ‬اسمك‭ ‬مدونًا‭ ‬في‭ ‬لائحة‭ ‬المختفين‭.‬

Advertisement