من أجل سريالية مجهولة المصدر / سريالي مجهول / ترجمة عنفوان فؤاد

By: Zazie

من أجل سريالية مجهولة المصدر

سريالي مجهول _ ترجمة عنفوان فؤاد

نشر في العدد الأول من مجلة الغرفة

___

“المشاهد هو الذي يصنع اللوحة”

– مَاْرْسِيْلْ دُوْشَاْمْبْ

“كتابة الشِعر من حقّ الجميع، ليس الفرد فحسب”

– إِيْسِيْدُوْرْ دُوْكَاْسْ

كل علامات حقوق النشر، التي تنتشر في جميع أنحاء العالم… هناك الكثير منها، حيث لا يمكنك رؤية النصوص الجميلة من غيرها. هل هو مجرد دليل آخر على كيف أن الشكلي يقتل الوظيفة؟

لكن انتظر. وفكّر… ألا تشعر، ألا ترى بأن ثمة خطأ هناك. مع ذلك، كيف يمكن أن يخطئ الكثير من الناس معًا وبشكل متزامن؟

لا توقّع على أي شيء! أبدًا. ألم تلاحظ بعد أن أي شيء توقعه يضعك في مأزق أكبر؟ أليس هذا واضحًا حتى الآن؟ إذن، لماذا لا تزال تتبّع هذا المسار الملعون؟

ألم يتضح لك بعد، أنه بعدم قيامك لأي شيء، وعدم توقيع عملك، يُشجّع الناس عرضًا على سرقته، لديك فرصة حقيقية للتخلص من العديد من المضايقات؟

فكّر في أمر الشرطة، الكهنة والسياسيين، وحرصهم على الرقابة وشكل المتعة التي يحصلون عليها عند إرسال الناس إلى السجن… حسنًا، تفضّل تجاوز الأمر، هذا ما تريد أليس كذلك؟

فكّر دائمًا في مديح النفاق لمعاصريك. فكّر في مدى غيرتهم وشرّهم وسرعة قدرتهم على اختراع الأكاذيب وتأويلات خاطئة حول عمل أي شخص. هل ستسمح لهم القيام بذلك، بدماء فكرك، عرقك، ودموعك؟ توقع في مدى حِنكتهم بنصب الفخاخ المتسببة في سقوط أقرانهم ومن هم أفضل منهم. هل ستمنحهم هذا النوع من المتعة؟

فكّر في جميع الطرق الدونية والجبانة، التي تدعو إلى الشفقة، التي من خلالها سوف يسيء الناس استخدام سلطتك بمجرّد أن تكون قد نلت استحقاق واحدة.

فكّر في كل الحماقات والأكاذيب التي سيقولونها، متظاهرين بفهم قيمة دماغك في حين لم يسبق لهم أن استوعبوا كلمة واحدة من كلامك.

أنت لا تثق بي؟ حسنًا، تحقّق من أصدقائك، وقم بتقييم مدى قراءتهم لك. 

آه! لقد قمت بذلك بالفعل. حسن! هل تركت اللعبة تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير لاستخلاص بعض الاستنتاجات الدقيقة والمرّة بشأن النتيجة؟ ممتاز!

انظر الآن… هؤلاء هم أفضل أصدقائك، أليس كذلك؟ وقد ناقشت معهم الأشياء كلها مرارًا وتكرارًا، بحيث ظننت أنهم، تقريبًا، كتبوا معك أعمالك. صح؟ وهم يعرفونك جيدًا وهم يهتمون بك، أليس كذلك؟

حتى الآن فقط تخيّل ما يمكن أن يفعله القراء الأجانب بعملك…

أيمكنك التنبؤ بالكارثة ومضيعة الوقت؟ أوه! نعم بكل تأكيد! 

لذلك ثق بي. لا توقع يومًا عملك! لا تكن طفوليا، ودعْ عنك تلك اللعبة.

كن حقيقيًا وصادقًا مع نفسك. فكّر أكثر! فكر بشكل أعمق! فكر في كل الجرائم والحروب ومعسكرات الاعتقال وكل ما قد يصنعه جمهورك “البريء” باسمك إذا ما وقّعت عملك!

هل تريد حقًا المخاطرة برؤية اسمك ملعونًا من مليارات الأشخاص لحظة موتهم؟ لا بالطبع. لهذا… لا تدعهم يفعلون ذلك بك! لا تدعهم يفعلون ذلك حتى لظل شبحك. 

انظر، إليك الوسيلة السهلة لتفادي مثل هذا المصير المثير للشفقة: فقط لا توقع على عملك!

صدقني واسمعني! قم بإنشاء أكثر الأشياء رقّة وجمالاً، نعم. ولكن قم بإخفاء اسمك بعناية. قم بتغطية آثارك. توغّل بحكمة داخل الضباب واختفي إلى الأبد. 

كن أكثر حكمة. امنع حتى ورثتك الأشرار من الإساءة إلى ذِكراك فقط من أجل المال. فقط امنح عملك. نعم، تخلى عنه.

لا تقصد! افعلها بشكل صحيح. إذا كنت تعتقد حقًا أنك مبدع ، فعليك على الأقل إظهار بعض احترام الذات، وإعطاء عملك لمسة احتراف نهائية: لا توقّع. 

الله لم يفعل! ببساطة، أسقط خلقه الممتاز ثم هرب بأسرع ما يمكن وبصمت. في وقت لاحق، تلك العلامة الأكيدة على أناقة وقداسة عمله، ادعى أنه كان خطأ الشيطان كله.

لذا كن حكيمًا. استمع إلى الرب! اتبع العالي، السلوك المقدّس. كن إلى جانب الخالق. كن ذكيًا ولا توقّع عملك!

تجرؤ! أتجرؤ على مواجهة الحقيقة ومواجه نفسك! إذا لم تكن متأكدًا مما إذا كنت مبدعًا حقًا أم لا، من الأفضل لك عدم توقيع عملك! فقط دعْ الناس يسرقونه بأريحية، وهذا سيعطيك تقييم أدقّ لموهبتك الفعلية. كلما أسرعوا الفرار بعملك في حقائبهم، كان أفضل لك.

توقّف عن إهدار وقتك وأموالك واجعلهم يهتمون بالنشر. إذا كان عملك جيدًا بالفعل أو مفيدًا إلى حد ما، فيجب أن يذهب في رحلة طيران خاصة به وينتشر بنفسه.

انظر! هل سبق لك أن دفعت ثمن أي شيء جيّد وموثوق؟ بالطبع لا. كل ما تدفعه كمقابل فقط يسبّب لك كل أنواع خيبات الأمل المريرة. كالتفكير في الحبّ على سبيل المثال… 

لذلك لا توقّع عملك وتخلّص منه. تخلّى عنه مجانًا! إنه أضمن دليل على التميز والجودة.

لا توقّع عملك وتخلّص منه بعيداً وإلا سينتهي بك الأمر لتصبح مثل كل هؤلاء المشاهير السخيفين في وسائل الإعلام. مهلاً، لا تضحك! إنه مرض معدٍ وفظيع.

الآن، لنفترض أنه على عكس معظم الأثرياء، لديك بعض الاحترام الذاتي. حسن! أنت على المسار الصحيح. استمر! هذا مجرّد سبب آخر لعدم توقيع عملك.

إذا قمت بذلك، فسينتهي بك الأمر مع حشود الصغار الذين يثيرون الشفقة إلى درجة أن عليهم استخدام الإعلانات التجارية المكلّفة لفرض غباءهم على أدمغة أقرانهم. هل تجد أية علامة كرامة في مثل هذا السلوك؟ هل هذا متوافق مع حجم ومدى فخرك؟ هل هذا متوافق مع نطاق واتساع وارتفاع آمالك؟ بالطبع لا. 

لا يمكنك أن تخدع نفسك بخصوص هذه النقطة، أم أنك تستطيع؟

إذن أنت تعرف الآن ما الذي عليك تجنبه. لا توقّع عملك! كما تتبوّل بفخر، امنح عملك مجانًا…

لذلك آمل أن تكون قد فهمت إلى ما أرمي. آمل أن تكون قد عرفت من أين تأتي كل شرورنا. كل الفوضى التي نواجهها، تنتج بشكل أساسي عن شيء واحد فقط: أن تقوم بتوقيع عملك.

والأسوأ من ذلك… أنك تستخدم علامة حقوق الطبع والنشر المثيرة للشفقة في كل مكان، علاوة على ذلك كله، بلا تفكير – دون التفكير ولو قليلاً – في العواقب المحتملة.

توقفوا عن فعل ذلك، أيها الأغبياء فأنتم تؤذون أنفسكم! كونوا أذكياء، كونوا فطنين، واستمعوا إلى الكسل الجميل للأخت الذهبية المقدسة! 

لا توقّع قطّ عملك! أسقط هذه العادة الغبية إلى الأبد، فأنت بالجهة الخطأ.

قد تستمر بالتدخين إذا رغبت. نعم يمكنك ذلك. يمكنك حتى استئناف التدخين. هذه ليست مشكلة حقيقية. أنت تؤذي فقط نفسك. وهذا ليس بالأمر السيئ، كما تعلم… 

إذن، استمر في التدخين، تلك الجزئية غير مهمة.

ولكن من فضلك، توقّف عن توقيع عملك! أنت تنشر جذور التلوّث في جميع أنحاء الأرض. أزل إبرة التوقيع الدموية هذه من عروقك، أزلها الآن! وإلا فسيبدأ الجميع بامتصاص دمك مرارًا وتكرارًا حدّ الموت، كما فعلوا دائمًا.

حسنًا… أرى أنك لا تثق بي. أنا لست مندهشًا. أنت مدمن، لا غير. حسناً، أنا لا أعترض. افعل ما تريد، هذا شأنك. ولا يخصني. من المفترض أن جميعنا بالغ، أليس كذلك؟

ولكن، عندما يكون معك بعض الوقت، عندما تكون لوحدك، عند منتصف الليل، في حضن سريرك، تحت بطانياتك، فكّر! فكّر أكثر. خذ وقتك، وتمشى على قدميك، وتصفحه بسرعة على طريقتك. فكّر للحظة، بعدها، عندما تتضّح الأمور قليلاً، لا تتردّد. كن ذكيًا لمرّة واحدة، واحذف كل توقيعاتك وتخلّى عن حقوق التأليف والنشر.

بعدها، أعدك أن ترى مدى سرعة تحسّن العالم وكل ما حولك حتى -أنت-

ب ب

Advertisement

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s